معايير التطوير والجودة في كليات المجتمع
د. عبد الله بن محمد بن عبد العزيز السبيعي
لقد حثنا ديننا الحنيف على الاهتمام بالجودة والإتقان في العمل وفي كل شؤون الحياة، وقد ورد لفظ أتقن في القرآن الكريم في موضع الإشادة بخلق الله تعالى وإظهار قدرته عزَّ وجلَّ، قال تعالى: {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ} (النمل: 88) وعن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا يقبل عمل امرئ حتى يتقنه)، حققه الألباني وقال حديث حسن، وفي رواية عن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه) خرّجه السيوطي، وحققه الألباني وقال حديث حسن، والقرآن الكريم والسنّة المطهرة في مجملهما يحثان على مفهوم الإتقان والجودة ويؤكدان عليه؛ نظراً لدوره الحاسم في نهضة الأمم والمجتمعات والأفراد.
ويعد ويليام إدوارد ديمنج (W. Edwards Deming) الإحصائي والمحاضر الأمريكي المؤسس الحقيقي لمفهوم الجودة كعلم من علوم الإدارة، وقد عمل في اليابان بعد الحرب العالمية الثانية - ونجح هناك نجاحاً باهراً في تطبيق نظرياته في المجال الصناعي، وظهرت نتيجة لذلك أساليب وإستراتيجيات جديدة في إدارة الأعمال، وظهرت بعد ذلك العديد من المفاهيم والنظريات المتعلقة بالجودة، ومنها مفهوم الجودة الشاملة الذي يركّز بشكل كبير على الاستثمار الأمثل للطاقات، والإمكانات البشرية في أي مؤسسة لتحقيق أهدافها، وتلبية طلبات، واحتياجات المستفيدين منها.
والواقع أنه مع عصر ثورة المعلومات وتدفقها في كل ميادين الحياة بسبب التطور الهائل والتقدم السريع في مختلف المجالات حظي موضوع الجودة بعناية كبيرة في العديد من دول العالم، ويعد الآن الاهتمام بالجودة اتجاهاً محورياً في مجال تقويم الأداء، والعمل على تحسينه وتطويره باستمرار، فقد فرضت قضية التطوير والجودة نفسها على صنّاع القرار في المؤسسات الحديثة في معظم دول العالم.
وانطلاقاً من أن كليات المجتمع تعد إحدى ركائز منظومة التعليم الجامعي السعودي الحالية، وهي الفكرة التي أخذ بها الكثير من الدول المتقدمة في العالم، حيث نرى العديد من كليات المجتمع في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وألمانيا... وغيرها من الدول؛ فإننا لا نألو جهداً في سبيل تطويرها والعمل على الوصول بها إلى أرقى المواصفات ومعايير الجودة العالمية التي تتمتع بها أكبر كليات المجتمع المرموقة في العالم.
وفي ظل توجيهات مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - أيَّده الله تعالى - وولي عهده الأمين سمو سيدي الأمير سلطان بن عبد العزيز - حفظه الله تعالى - وسمو النائب الثاني سيدي الأمير نايف بن عبد العزيز - حفظه الله تعالى - ومتابعات صاحب المعالي الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري وزير التعليم العالي، وصاحب المعالي الأستاذ الدكتور سعيد بن تركي ملة مدير جامعة شقراء تحرص كلية المجتمع بجامعة شقراء على إنجاز أقصى قدر من الطموحات آملة أن يكون لها - بإذن الله تعالى - دور عظيم وعميق الأثر في مجتمعها المحلي، بما ستقدمه من نفع كبير وخير عميم لأبناء المحافظة، ومن أهم معايير الجودة التي نحرص على تحقيقها في هذه الكلية ما يلي:
1 - تطوير أعضاء هيئة التدريس أكاديمياً وعلمياً.
2 - استخدام أحدث وسائل وأساليب التدريس والتدريب المتبعة عالمياً.
3 - العمل على انسجام العملية التعليمية مع متطلبات السوق وخطط التنمية الاقتصادية للدولة.
4 - التحقق باستمرار من انسجام أهداف البرامج الأكاديمية المختلفة مع مهارات الطلاب المكتسبة.
5 - استمرارية الارتقاء بنوعية التعليم المقدم لطلاب كليات المجتمع؛ لتحسين مستوى الخريجين.
6 - تعزيز مقررات كليات المجتمع العلمية باستمرار، ودعم قدراتها في مواجهة تحديات مجتمع المعرفة، والعمل على أن تكون المناهج والمقررات الدراسية في الكلية على أفضل مستوى عالمي رفيع.
الرئيسية
الأخبار
منشورات صحفية
معايير التطوير والجودة في كليات الم
