عنيزة يا موطن الكرم
د. عبد الله بن محمد بن عبد العزيز السبيعي
تلبيةً لدعوة كريمة من وجهاء وأهالي مدينة عنيزة حاضرة القصيم؛ قام وفد من وجهاء وأعيان وأهالي محافظة شقراء بزيارة لهذه المدينة العزيزة الغالية من مدن مملكتنا الحبيبة، وقد لقي وفد شقراء لقي من حسن الاستقبال، وبالغ الحفاوة، وكريم الضيافة ما يعجز عن شرحه اللسان، ويكل عن تحبيره البنان...!!
كان في استقبالنا نخبة جليلة من العلماء والوجهاء والمسؤولين، وقد وجدنا من هذه النخبة المباركة كل ترحاب، وغمرونا بأرقى مشاعر التوقير والتكريم، وأسمى آيات السخاء والجود، وأنبل مظاهر الحفاوة والتقدير، وأسبغوا علينا من عظيم شمائلهم وشريف خلالهم وخصالهم أجمل أحاسيس البهجة الغامرة والفرحة البالغة....!!
وتبادلنا أطراف الحديث العذب في مختلف الموضوعات، ودعونا لولاة أمرنا وعلى رأسهم مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله تعالى - بتمام الصحة والسداد والتوفيق، ودوام العزة والمجد والفخار؛ جزاء ما يبذلونه من جهود جبارة مباركة في خدمة الإسلام والمسلمين، وسجلنا إعجابنا بسعيهم الدائب وحرصهم الشديد على بناء الإنسان السعودي المسلم، وتسديد خطاه، وتوفير الحياة الكريمة له ولأولاده، سلاحهم في ذلك بعد التوكل على الله العمل الجاد المتواصل الذي لا يعرف السأم ولا الملل، والكلمة الطيبة التي تأسر النفوس والعقول، والنصيحة الغالية التي تؤثر في الوجدان، وعرج الحديث على مناقشة أبرز المشاكل الاجتماعية التي ظهرت مؤخرا على الساحة، وأفاض بعضهم في تحليلها ووصف العلاجات الناجعة لها من وجهة نظره...
لقد كانت زيارة ناجحة بكل المقاييس أكدت على عظم التلاحم والترابط بين أبناء هذا الشعب الأبي، وشدة التمسك بالإسلام ذلك الدين الخالد، وعمق الولاء والانتماء لهذا الوطن الغالي وحكامه الأوفياء... كما أبرزت هذه الزيارة ضرورة وحيوية مثل هذه اللقاءات الدورية بين المدن السعودية المختلفة، لتبادل الخبرات، ومناقشة المشاكل الميدانية في واقعها العملي، وتلمس أنجع الحلول من خلال العصف الذهني والتلاقح الفكري... والوقوف على رؤى وأطروحات عملية متنوعة...!!
لقد وجدنا من مظاهر البشاشة وعلامات الفرح والسرور والترحيب الشديد بقدومنا ما نعجز عن وصفه، ولمسنا بالغ الحرص على مؤانستنا بالأحاديث المسلية التي فتَّقت بداخلنا مشاعر الألفة والود، وأحاسيس الصداقة العميقة، والأخوة الصادقة ؛ وأنستنا ما مرَّ عليه من متاعب السفر وعناء الطريق... فمنذ وطئت أقدامنا أرض عنيزة وهؤلاء الكرماء يحرصون بكل سبيل على مؤانستنا وبسط الحديث معنا، وكأنهم يتمثلون قول الشاعر العربي:
أضاحك ضيفي قبل إنزال رحله
ويخصب عندي والمكان جديب
وما الخصب للأضياف أن يكثر ال
قرى ولكنما وجه الكريم خصيب
إن ما شاهدناه من نهضة عمرانية في هذه المحافظة الغالية جميعا لتؤكد للجميع قوة وتلاحم أهل عنيزة مع أنفسهم ومع قادتهم، وما شاهدناه من مشاريع تنموية لتؤكد مرة أخرى أن أهل عنيزة أهل خير وأهل مروءة توحدوا على قلب رجل واحد فتكللت جهودهم بالنجاح، فشكرا لأهالي عنيزة جميعاً من الأعماق على ما بذلوه وما قدموه لبلدهم الطيب وما قدموه لنا من كرم وحسن ضيافة، فجزاهم الله عنا خير الجزاء، وحفظ لنا ولهم مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وسمو سيدي ولي عهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وسمو سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض وسمو سيدي صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم وسمو نائبه الأمير فيصل بن مشعل بن سعود.
- عميد كلية المجتمع بشقراء