في
الأربعاء 22 يناير 2025

منشورات صحفية
مقابلة صحفية
تطوير كليات المجتمع يتطلب مساواة طل

تطوير كليات المجتمع يتطلب مساواة طل
جريدة الجزيرة
التاريخ 05-02-2010
رقم العدد 13730
التفاصيل
عميد كلية المجتمع بشقراء د. عبدالله السبيعي لـ«الجزيرة»:
تطوير كليات المجتمع يتطلب مساواة طلابها بغيرهم في المكافآت والتوظيف



شقراء - محمد الحميضي

شهدت كلية المجتمع بشقراء منذ افتتاحها عام 1425هـ مرحلتين من مراحل تأسيسها وهي ماضية الآن في المرحلة الثالثة لاستكمال مسيرة تأسيسها حيث أصبحت تضم اليوم أقساماً منها الحاسب الآلي والاقتصاد والإدارة واللغة الإنجليزية، وعن هذه الكلية وخطواتها المستقبلية نستضيف في هذا اللقاء عميدها الدكتور عبدالله بن محمد السبيعي والذي تحدث إلينا بآراء طموحة سواء فيما يتعلق بكليات المجتمع أو بمخرجات الجامعات السعودية ومستقبل الخريجين والأهداف المنشودة، فإلى تفاصيل ذلك اللقاء: حيث تحدث د. السبيعي في البداية عن كليات المجتمع بشكل عام مؤكداً أنها إحدى أهم الركائز في منظومة التعليم الجامعي الحديث المتكاملة، وقد أخذ بها العديد من الدول المتقدمة في العالم، وانطلاقا من السعي الدائم لولاة الأمرلتحقيق مصالح أبنائهم وإخوانهم المواطنين في كافة القطاعات تم إنشاء عددٍ من كليات المجتمع من بينها كلية المجتمع بشقراء، في عم 1425هـ وفيها الأقسام التالية: الحاسب الآلي، الاقتصاد والإدارة، اللغة الإنجليزية.

وما تقييمكم لمستويات الأداء الجامعي؟

- الحمد لله الأداء الجامعي يتقدم ويتحسن يوما بعد يوم، والمتابع للحركة الجامعية على مدى العقود الماضية يرى بوضوح تطور الأداء الجامعي في الجامعات السعودية على مختلف المستويات، ومن حيث الكم والكيف؛ وذلك راجع في الحقيقة لعدة عوامل من أبرزها توفيق الله تعالى ثم ما توفره الدولة أيدها الله من إمكانات مادية وبشرية للتعليم العالي.

هل تعتقدون أن الجامعات السعودية وصلت إلى المستوى المنشود؟

- في الحقيقة لقد وصلت الجامعات السعودية إلى مستوى لائق بين جامعات العالم، وحققت مراكز متقدمة بفضل الله تعالى على كثير من الجامعات العالمية العريقة والتي سبقتنا بعقود في هذا الميدان، وفي الواقع أنا لست من عشاق تضخيم الأنا، أو تزييف الوعي، لكنني كذلك لست من أنصار جلد الذات المستمر، ولا من دعاة اليأس وناشري الفتور المثبطين لكل همة، الذين يعشقون النقد الهدَّام... وإن كان هناك بعض القصور فعلينا بالتأكيد أن نسعى للتغلب عليه، ولابد أن نعي أهمية نشر ثقافة الأمل، وبث الثقة في أنفسنا بين الجميع.

النهوض بالطلاب

كيف ننهض بمستوى الطالب السعودي على المستوى العام وليس على المستوى الفردي؟

- هذا سؤال جيد؛ لأنه يفتح الباب لمناقشة قضية مهمة وهي قضية تحسين مواصفات مخرجات الجامعات السعودية، ومن وجهة نظري - حتى تصبح النهضة الجامعية شاملة ونلمسها بوضوح في أغلب خريجي الجامعات السعودية - ينبغي لنا السير في عدة مسارات متوازية هي:

- مسار تطوير المناهج: ينبغي إرساء آلية واضحة لتطوير وتحديث المناهج الدراسية المقدمة لطلاب الجامعات، ولاسيما في الأقسام العملية.

- مسار تأهيل وتدريب أعضاء هيئات التدريس: ينبغي تدريب أعضاء هيئات التدريس وأساتذة الجامعات باستمرار من خلال البعثات والدورات التدريبية؛ للارتقاء الدائم بمستواهم العلمي والأكاديمي بما يساعدهم على أداء رسالتهم العلمية وإحداث الحراك الأكاديمي المطلوب داخل الجامعات السعودية.

- مسار تطوير طرق وأساليب العمل الجامعي: بدءا من تطوير اختبارات قبول الطلاب في الجامعة، مرورا بتطوير طرق التدريس والابتعاد عن التلقين والحفظ واعتماد الطرق الأخرى كطريقة حل المشكلات... إلخ، وانتهاء بتطوير الاختبارات وطرق التقويم ووسائل قياس التحصيل العلمي الأكاديمي لدى الطلاب.

هل تقوم كليات المجتمع بالدور المنوط بها في خدمة المجتمع والبيئة المحيطة بها؛ وهل أفادت كليات المجتمع المحافظات والمجتمعات المحلية التي أنشئت فيها؟

- نعم تقوم كليات المجتمع بالدور المنوط بها في خدمة المجتمع والبيئة المحيطة بها، إذا أعطيت حقها، لكن التجربة لا تزال في بدايتها ومن المبكر تقييمها الآن، أو الحكم عليها.

هل يتساوى طلاب كليات المجتمع بطلاب الكليات الأخرى من حيث المخصصات وكافة الجوانب الأخرى؟

- لقد لامست مسألة شديدة الأهمية والحساسية، ولا بد أن نجد حلا سريعا لهذه المسألة لأن إفرازاتها وانعكاساتها على المدى البعيد سيكون فيها شيء من التعقيد والآثار السلبية التي نحن في غنى عنها، وبإمكاننا أن نعالجها بكل بساطة الآن ولاسيما ونحن لا نزال في المراحل المبكرة.

والمسألة بإيجاز أن طلاب كليات المجتمع من الناحية العلمية يقعون في منزلة بين بين، فهؤلاء الطلاب لا يُعَامَلُون على أنهم طلاب جامعيون يحصلون على البكالوريوس مثل طلاب الجامعة الآخرين،... وللأسف توجد تفرقة بين طلاب كليات المجتمع وطلاب الجامعات، وطلاب كلية التقنية؛ فلا يُعطَى طالب كلية المجتمع مكافأة مالية، وللأسف أيضا ربما ينظر بعض إلى خريجي كليات المجتمع على أنهم أقل من نظرائهم خريجي الجامعات، وربما قيل: إن مستواهم العلمي أضعف منهم...إلخ، وبالتالي تذهب فرص العمل إلى حملة البكالوريوس، ويترتب على ذلك الشعور بقلة جدوى كليات المجتمع.

ما هي اقتراحاتكم لحل هذه الإشكالية؟

- أولا ينبغي أن يكون لكليات المجتمع دور أكبر وموقع أفضل في خريطة التعليم الجامعي السعودي، وهي جديرة بذلك وتستحقه بالفعل، وكما نعلم تخرِّج لنا المدارس الثانوية والمعاهد العلمية الثانوية أعدادا هائلة كل عام، ولا يمكن قبول كل هؤلاء في الجامعات، وبالتالي يمكن أن تكون كليات المجتمع المتنفس الطبيعي لهؤلاء الطلاب، كما أن الكليات التقنية متنفس طبيعيا لمخرجات الثانوية، ومن وجهة نظري ينبغي تنفيذ ما يلي لحل هذه الإشكالية والتغلب عليها مبكراً:

- ينبغي أن يكون هناك تنسيق جاد وعلى أعلى مستوى بين المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني والجامعات حتى لا تكون المناهج الدراسية والبرامج العلمية متشابهة بين الكليات التقنية وكليات المجتمع.

- مساواة طالب كلية المجتمع بأي طالب جامعي آخر، فيعطى مكافأة مالية.

- أن يكون دور كليات المجتمع انتقاليا، أي مرحلة انتقالية تؤهل خريجيها للالتحاق مباشرة بالجامعة لإكمال تعليمهم الجامعي ومواصلة الدراسة لأربعة فصول دراسية أخرى (غير الأربعة فصول في كلية المجتمع) للحصول على درجة البكالوريوس، ومن يريد الاكتفاء بما درسه في كلية المجتمع فله الخيار ويمنح الدبلوم، ويكون له نصيبه العادل وفرصته المناسبة للحصول على الوظائف التي تلائم الشهادة العلمية الحاصل عليها.

- أن تفتح الكليات الأم التابعة للجامعة فروعا لها على شكل قسم علم في كليات المجتمع لفك ضائقة القبول بالجامعات، على أن يفتح الباب أمام خريجي كليات المجتمع لمواصلة الدراسة الجامعية مباشرة للحصول على البكالوريوس.

- ينبغي الاهتمام أكثر وأكثر وفق خطة علمية مدروسة بكيف وكم المحتوى العلمي الأكاديمي المقَدَّم لطلاب كليات المجتمع ليثبتوا جدارتهم في سوق العمل بعد التخرج ويستطيعون التغلب على غيرهم في هذا المجال، وطبعا مستوى خريجي كليات المجتمع حالياً لا بأس به - ولاسيما أنها لا تزال كليات ناشئة حديثاً جداً منذ سنوات قليلة لكننا ندعو لمزيد من الجودة، ونتطلع دائماً لمزيد من التطوير.

مستقبل كلية شقراء

ما هي استراتيجياتكم لكلية المجتمع بشقراء مستقبلاً؟

- نحن نسير بفضل الله تعالى وفق خطة علمية طموحة، وإستراتيجية بعيدة المدى مقسمة إلى عدة مراحل، والحمد لله لقد نجحنا في المرحلتين الأوليين: مرحلة التأسيس، ومرحلة الترسيخ، وبعون من الله تعالى بدأنا المرحلة الثالثة وهي مرحلة التوسع، ويصاحب ذلك كله عملية التطوير والتجويد والتحسين المستمر في الشكل والمضمون، وكذلك موافقة معالي مدير جامعة الإمام على إتاحة الدراسة المسائية بالكلية لموظفي الدولة لإكمال دراستهم.

نسمع عبارات وتساؤلات مثل: أين الجامعات من محاربة الإرهاب وأفكار الفئة الضالة؟ أين دور الجامعات في تطوير البحث العلمي وتوطين التقنية في المجتمع السعودي؟ أين دور الجامعات في تأسيس منظومة قِيَمِيَّة جديدة في المجتمع السعودي تشجع على العمل اليدوي وتحد من ظاهرة العنوسة وغير ذلك من المشاكل الاجتماعية الراسخة والتي تحتاج لتغيرات وتراكمات فكرية وثقافية عميقة في المجتمع؟ فما ردكم على ذلك؟

- معك كل الحق، فهذه ليست أسئلة مهمة فقط، بل هي من وجهة نظري أسئلة حيوية وشديدة الأهمية ولاسيما في هذه الآونة على وجه الخصوص، وسأجيبك بصراحة وشفافية، فالحقيقة أن الجامعات دائما تكون أداة في خطط موضوعة لإحداث تغيير اجتماعي منظم على مدى عقود طويلة، وربما لا يظهر أثر تلك الخطط إلا بعد عدة أجيال،... ولا داعي للتفصيل هنا،... لكن الأمر في المملكة بدا مختلفاً كلياً؛ حيث استخدمت الجامعات كأداة فعالة ومتناغمة مع بقية أدوات مشروع النهضة السعودي... لكن لا تزال الحاجة ملحة لتفعيل دور الجامعات بوعي ونضج وحكمة للمساهمة في تأسيس منظومة قِيَمِيَّة جديدة في المجتمع السعودي تعالج المشاكل الاجتماعية المتفشية التي ذكرتم أمثلة لها، والتي تحتاج كما تفضلتم إلى تغييرات عميقة وتراكمات فكرية وثقافية جذرية في المجتمع.

لكن الحق يقال: إن الجامعات السعودية قاطبة لم تدخر وسعا ولا جهدا في علاج ظاهرة التطرف الفكري، ولعل ما قامت وتقوم به جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية - وهي أنموذج فريد- في هذا الصدد وبتوجيهات مباشرة من مديرها الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الله أبا الخيل لعل ذلك يعد خير دليل وأفضل برهان على ما قامت به الجامعات السعودية من جهود في هذا المجال، ومما يثلج الصدر أن معظم المنتمين للفئة الضالة وأصحاب الفكر التكفيري المنحرف ليسوا من خريجي الجامعات ولا من منسوبيها.

محاربة التطرف

ما الخطوات العملية المحددة التي قامت بها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في علاج ظاهرة التطرف الفكري؟

- قامت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في مجال علاج ظاهرة التطرف الفكري بجهود عملية مهمة وكبيرة الأثر، ولأضرب لكم وللسادة القراء أمثلة محددة:

- تم إنشاء عمادة خاصة لمحاربة الفكر المنحرف هي (مركز الحوار) وتركز هذه العمادة على إقامة حوار فكري بناء بين مختلف أطياف مكونات المجتمع السعودي تفند من خلاله مزاعم وشبهات الفئة الضالة، وتدحض افتراءاتهم، وتظهر معايب أفكارهم الباطلة، وتفضح جهلهم وخلطهم وتدليسهم، وتبين عوار هذا المنهج الفاسد وخطورته الشديدة على المسلمين عامة وعلى هذا الوطن خاصة، وتحذر من منهجهم، وتدعو لمواجهتهم بالحجة البالغة والبرهان الساطع لفضح زيفهم، وتحصين الشباب من سمومهم وأباطيلهم التي جرت الويلات على الإسلام والمسلمين.

- يتم عقد الندوات والمؤتمرات والمحاضرات وورش العمل التي تبين بأسلوب علمي رصين مدى تهافت أفكار الفئة الضالة وتهافت منهجها، وما يعتورها من خلل وانحراف عن نهج الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - ونهج صحابته الكرام - رضوان الله تعالى عليهم جميعا - ونهج السلف الصالح على امتداد تاريخنا الإسلامي الناصع المشرق.

ماذا عن دور جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في علاج بقية قضايا المجتمع السعودي؟

- من الإنصاف أن نؤكد أن لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية دورا واضحا جليا في المشاركة الفاعلة في علاج أية قضية من قضايا المجتمع السعودي، لكنه دور هادئ لا يسعى للجلبة، وهو بفضل الله تعالى دور راسخ الدعائم عميق الجذور يهتم بالعلاج طويل المدى لكنه أكيد المفعول بإذن الله تعالى، ولأضرب لكم وللسادة القراء مثالا عمليا يبين كيف تهتم جامعة الإمام بمعالجة قضايانا من الأساس... فمعلوم أن الجهل والأمية هما المعوق الرئيس لنهضة أي مجتمع وبخاصة أمية المرأة لأنها صانعة الرجال وبانية الأجيال، ومن هنا فإن التعليم هو المخرج الطبيعي لكل ما نعانيه من مشاكل اقتصادية واجتماعية وغيرها؛ وانطلاقا من ذلك تقوم الجامعة بإنشاء مركز لتعليم الطالبات، ويعد هذا المركز أضخم مركز من نوعه في الشرق الأوسط إن لم يكن في العالم كله، ومن المقرر بإذن الله تعالى أن يصبح هذا المركز منارة علمية فكرية تسهم بفاعلية في تعليم المرأة السعودية وتثقيفها، وإعدادها لممارسة أدوارها الاجتماعية المختلفة.


Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

الرئيسية |الأخبار |المقالات |راسلنا | للأعلى
get firefox
Copyright © 2025 mkhtlfat.net - All rights reserved